السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،، أهم الأخطاء الشائعة اليوم في اللغة العربية
1- سوّغ أم برّر
يستخدم الناس اليوم كلمة برّر العمل أو الشيء أي أوجد ما يجيزه ،
ولكن هذا الاستخدام لكلمة برّر لا نجده في معاجم اللغة ،
مع شدّة انتشار هذا التعبير لدى معظم الكتاب والصحافة ووسائل الإعلام . وأصل هذه الكلمة البِرُّ : الصدقُ والطاعة كالتبرُّر .
وقد وردت هذه الكلمة بهذا المعنى في كتاب الله وفي الأحاديث الشريفة . والبرُّ ضد العقوق :
( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ... ) [ آل عمران :92]
( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ... ) [ البقرة :177]
ويقال : رجلٌ بَرٌّ من قوم أبرار . ويقال لقد تبرَّرْتَ في أمرنا ، أي تَحَرَّجْتَ ويقال : بَرَرْتُ والدي أبِرُّه ، أَمّا وأبَرَّه : فَتعني غلبه ، والمُبِرُّ : الغالب والمبرّر من الضأن : الذي في ضرعها لُمَعَ . ومعاني البِرُّ والبَرُّ ومشتقاتها واسعة وكثيرة ، إلا أنه لا يوجد : بَرَّر العمل أي بيّن أسباب جوازه . ولكن يستخدم فعل : سوّغ بدلاً من برّر . ففي لسان العرب : وأنا سوَّغته له أي جوّزنه له .
وساغ له ما فعل أي جاز له ذلك . وشراب سائغ أي عذب .
والأصل : ساغ الشراب في الحلق يسوغُ سوغاً .
*** ***
2 - مُتَوَفِّر ومُتَوافِر
يغلب بين الناس وفي الصحافـة ولدى الكُتّاب استخدام كلمة متوَفّر بمعنى كثير وموجود .
وهذا الاستعمال خطأ والصواب متوافر . وأصل الكلمة : الوَفْرُ : الغِنى ، ومن المال : الكثير ، وجمعه الوُفُور .
ويقال : وفَر المال والنبات والشيء بنفسه وَفْراً ووُفوراً وَفِرَةً [ لسان العرب ] . وكذلك : تَوَفّر عليه : رعى حُرُماته . ووفّر عليه حقَّه توفيراً . والقوم متوافرون : أي كُثْر . نخلص من ذلك إلى أنّ : توفَّر على الشيء أو الأمر : رعاه واهتمّ به . توافَر الشيء : وُجِد وكَثُر . فالقول مثلاً : توفّر لديه مال كثير ، فهذا خطأ ، والصواب أن يُقال : " توافر لديه مالٌ كثير " أو " توافر لديه الوقت ليعمل كذا وكذا " أو توافرت لديه الكتب التي يحتاج إِليها " *** *** 3 - سواء عليهم أأنذرتَهم أم لم تنذرهم لكلمة سـواء معانٍ متعددة : تأتي بمعنى مستوٍ ،وتأتي بمعنى الوسط وتأتي بمعنى التام : فيقول : مكانٌ سِوى ، ففي هذه الحالة تُقصر مع الكسر أو الضم لتصُبح سُوى . ( ... فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوَىً ) [طه :58] ونقول (... فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ... ) [ الصافات :55] ، أي في وسطها . ويُخبَر بـ ( سواء ) عن الواحد فما فوقه بمعنى مستوٍ :
( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )
[ آل عمران :113]
( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)
[ الرعد :10]
( ... سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ... ) [ الجاثية :21] والتي نريد أن نبيِّنَها هنا والتي قد يقع الخطأ في استعمالها كلمة : " سواء للتسوية " ،
والتي تأتي بعدها همزة المصدريـة للتسوية ، مثل قوله سبحانه وتعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) [ البقرة :6] فالهمزة في أأنذرتهم مصدرية وما بعدها يؤول بمصدر ،
أي : إنذارك لهم أم عدم إنذارك لهم سواء . فتكون " سواء " خبراً مقدماً ، ويكون المصدر المؤول : " إنذارك " هو المبتدأ ،
ويجب أن تأتي " أم " في هذه الحالة ، وتعربُ " أم " حرف عطف معادل لهمزة التسوية . والخطأ الذي يقع فيه بعضهم أنهم يضعون : "أو " بدلاً من " أم " وهذا لا يصح ،
ويتركون همزة المصدرية والتسوية .
*** *** 4 - اعتاد الشيءَ وتعوّده واعتاد عليه وتعوّد عليه كثير من الناس يقولون تعوّد على الشيء واعتاد عليه . وهذا خطأ .
ففعل اعتاد وتعوّد لا تتعدّى بحرف الجرّ على ، وإنما تأخذ مفعولاً به مباشرة . فتقول : اعتاد النومَ مبكراً وتعوّد النوم مبكراً وهذا هو الصواب . وتقول : تعوَّده ، وعاوده معاودةً وعِواداً . واعتاده وأعاده واستعاده : جعله من عادته . عوّده إياه : جعله يعتاده . والمعاوِد : المواظب . واستعاده : سأله أن يفعله ثانياً ، وأن يعود . *** *** 5 - كلّ ، وبعض ، وغير ويقال : كلٌّ وبعـضٌ معرفتان ، لم يجئ عن العرب أيٌّ منهما بالألف واللام .
أي أن أداة التعريف لا تدخل عليها .ولكن يرى بعضهم أنه جائز لأن فيهما معنى الإضافة . والكلُّ : اسم يجمـع الأجزاء ، ويقال : كُلُّهم منطلق ، وكُلُّهنْ منطلقة ومنطلق ،
فالذكر والأنثى في ذلك سواء . ويقال : العالِم كلُّ العالِم : يريد بذلك التناهي وأنه قد بلغ الغاية . ( وكلٌّ أَتوه داخرين ) [ النمل :87]
( وكلٌّ له قانتون ) [الروم :26]
فمحمول على المعنى دون اللفظ .
( وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فردا ) [ مريم :95] فجاء بلفظ الجماعة (كلهم) ، فاستغنى عن ذكر الجماعة في الخبر (فردا) . ولذلك نقول : كلٌّ حضر ، وكُلٌّ حضروا ، مرة على اللفظ ومرة على المعنى .
" وسجد الملائكة كلهم أجمعون " : أكّد الجمع بكلمة كُلهم ، ثم بكلمة " أجمعون" !
لتدل على أنهم سجدوا في وقت واحد . وبعض كل شيء : طائفة منه ، والجمع : أبعاض . ولا تدخله اللام :
( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً )
[ الكهف :99]
( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ....) [ طه :123]
وآيات أخرى كثيرة في كتاب الله لا تجد اللام تدخل على بعض . وغير بمعنى سوى لا تدخلها اللام ، ويقع بعضهم في هذا الخطأ فيقول : الغير . وهذا خطأ .
( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ... ) . ولا تتعرّفُ " غيرُ " بالإضافـة لشدَّة إِبهامها ،
وإذا وقعت بين ضدين كما في الآية (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ...) زال الإبهام . وإذا كانت للاستثناء أُعربت إعرابَ الاسم التالي لـ إلا في ذلك الكلام ،
فتُنصَب في : جاء القوم غيرَ زيدٍ ، ويجوز الرفع والنصب في : ما جاء أحدٌ غيرُ زيدٍ ،
وغيرَ زيد .أما والغِيَرُ : غِيَرُ الدهر وأحداثه .
*** *** 6 - الشباب المسلمون أم الشبابُ المسلم
للفظة الشباب معنيان : الشباب بمعنى مرحلة من العمر . كقول أبي العتاهية : كأنّـك قد هجمـتَ على مشيبـي كما هجـم المشيب على شبابـي أو قوله : لـهفـي علـى ورق الشـبـابِ وغصـونـه الخضـر الرطـابِ أو قول أبي فراس : زَيْـنُ الشـبـاب أبـو فـراسٍ لـم يُـمـتَّــع بـالـشـبـابِ أو قول أبي العتاهية أيضاً : يـا للشبـاب المـرح التصَـابي رَوائـحُ الجنَّـة في الشَّـبـابِ أما عند قولنا الشباب المسلمون ، فإن كلمة الشباب هنا جمع لكلمة الشاب فنقول : شاب مسلم وشباب مسلمون . ولا نقول شباب مسلم فإنه خطأ كما رأيت . *** *** 7 - ألماس أم ماس
يقول بعضهم : هذه قطعة من الماس . وهذا خطأ . والصواب : هذه قطعة من الألماس . فهذا الجوهر هو " ألماس " ! وبالتعريف يكون : الألماس . ويقول الشاعر : صُوغي من الألماس والدرّ الحِلى صوغِي كما شئت الجواهر وانشُدِ *** *** 8 - حماسة أم حماس
أصل الكلمة : حَمِسَ حَمَساً ، حَمِسَ الشرُّ أو الأمر اشتدَّ ، وحَمِسَ الوغى . واحتمس القِرْنان : تقاتلا ، وحَمِسَ بالشيء : عَلِق به . واحْتَمس الديكان : هاجا . والحماسَة : المنع والمحاربة والشجاعة . وتحمَّس الرجل : إذا تعاصى . ويقال : نجْدَةٌ حَمْساء ، أي شديدة وشجاعة . ورجُل حَمِسٌ وحميس وأحمس : شجاع . وتحامس القوم تحامساً وحِماساً : تشادُّوا واقتتلوا . والأحمس : المتشدد على نفسه في الدين . والأحمسُ والحَمِسُ والمتَحمِّس : الشديد . وعام أحمس ، وسنة حَمْساء ، وسنون أحامس : شديدة ، ويمكن أن يُقال : سِنون حُمْسٌ
إذا أريد محض النعت ، أما سنون أحامس فقد ذكروا الصفة على إدارة الأعوام . والحُمسُ : قريش ومن ولدت قريش وكنانة وجَديلة قَيْسٍ . وسُمّوا حُمْساً لأنهم تحمسوا
في دينهم أي تشدَّدوا . وكانت الحُمْس سكان الحرم ، وكانوا لا يخرجون أيام الموسم
إلى عرفات ، إنما يقفون بالمزدلفة ويقولون : نحن أهل الله ولا نخرج من الحرم . ولذلك لا نقول حَماس ، فهذا خطأ ونقول حَماسةٌ . وديوان الحماسة لأبي تمام . وقد شاعت كلمة حماس بمعنى حماسة وهذا خطأ لا أصل له . *** *** 9 - تَسَلَّم أم استلم كلاهما صحيح ولكنْ لكل منهما معنى خاص واستعمال خاص مغاير للآخر .
فعندما تريد أن تقول تلقَّيت رسالةً وأخذتها تقول : تَسلَّمْتُ الرسالة ولا يجوز أن تقول استلمت الرسالة فهذا خطأ . فاستلم تستعمل لاستلام الحجر الأسود
في الكعبة . فنقول :استلمتُ الحجر الأسود في الكعبة : أي قبّلتُه واعتنقته أو لمسته ،
ويقال تَسلَّم منه أي تبرّأَ منه .وتَسلَّم الشيء منه : أي قبضه *** *** 10 - تميّز منه أم تميَّز عنه وأصل الكلمة : المَيْز وهو التمييز بين الأشياء . فنقول مِزْتُ بعضه من بعض ، فأنا أميزُه مَيْزاً ،
وكذلك ميَّزْته تمييزاً .وفي كتاب الله : ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ... ) [ الأنفال :37] والفعل : ماز يميزُ ، وميَّزَ يُمَيِّزُ . وتميّزَ القوم : صاروا في ناحية وانعزلوا عن غيرهم . وفي كتاب الله :
( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) [ يس :59] أي تميّزوا وانفردوا عن المؤمنين ..نقول تميّزَ منه وليس عَنه .
*** *** 11 - جاء وحده أم جاء لوحده خطأ يقع فيه الكثيرون حين يقولون جاء لوحده . فحرف الجر اللام لا يدخل
على كلمة " وحده " . فالصواب أن تقول : جاء وَحْدَه *** *** 12 - قابلته مصادفة أم قابلته صدفة
الأصل : صَدَف عنه يصدفُ صَدْفاً وصدوفاً ، أي عدل ومال . وأصدفه عنه : مال به ،
وصدفَ عنّي : أعرض عني .وفي كتاب الله : ( ... سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ )
[الأنعام :157] .فمعنى يصدفون في الآية : يَعْرِضون . والصَّدوف من النساء التي تعرض عن زوجها . والصَّدَفُ: كلُّ شيء مرتفع كالهدف
والحائط والجبل . والصَّدَفُ والصَّدَفة : الجانب والناحية .
والصُدْفان : ناحيتا الشعب أو الوادي . ويقال لجانبي الجبل إذا تجاذبا صُدُفان أو صَدَفان
لتصادفهما أي لتلاقيهما وفي كتاب الله : ( .... حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ ) [ الكهف :96] ومن هذا يُقال : صَادفْت فلاناً إذا لاقيته ووجدته . ولا نقول صَدَفتُ فلاناً . إذن نقول : صادفته مُصَادَفَةً ، ومصادفة مصدر ميمي من صادف ولا نقول : صادفته صُدْفة ، ولا نقول : صَدَفْتُه .
*** *** 13 - تقويم أم تقييم
الفعل : قوّم . ولها معنيان .. قوّم السلعة : قدّر قيمتها . وقوّمته : أي عدلته فهو قويم ومستقيم ..والقيّوم : الذي لا نِدَّ له . ومصدر قوّم في جميع الحالات : تقويم ، فلا يوجد تقييم . فنقول : قوّم السلعة تقويماً..وقوّم الأمر أي عدله تقويماً فكلمة تقييم خطأ لا يجوز استعماله . *** *** 14 - استبدل يخطئ كثير من الناس في استعمال " استبدل " ، فيقولون : " استبدل الشرَّ بالخير "
وهذا يعني أنه ترك الخير وأخذ الشرّ . فالباء تأتي مع المتروك . وفي كتاب الله : ( ... أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ...) [ البقرة :61] ولذلك نقول :استبدل الخيرَ بالشرّ.أي ترك الشرّ وأخذ الخير . وهذا الخطأ شائع جداً وكذلك : اشترى أما شرَى بمعنى باع ، كما في قوله سبحانه وتعالى :
( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ... ) [ النساء :74] أي الذين يبيعون الحياة الدنيا ، ويأخذون عوضاً عنها الآخرة . فالأمر مختلف بين استعمال استبدل ، وشرى .
*** *** 15 - أحناء وحنايا
يخطئ كثيرون فيقولون ملأ الحب حناياه . وهذا خطأ . لأن حنايا جمعَ حِنيَّة ، وهي القوس .
والصواب : ملأ الحبّ أحناءَه . لأن الأحناء جمع حِنْو : بفتح الحاء وكسرها ،
وهي الضلع ، وكل ما فيه اعوجاج من البدن . وجمع حَِنو : أحناء وحِنيٌّ وحُنيٌّ .
*** *** 16 - همزة الوصل وهمزة القطع
يقع الكثيرون في أخطاء متعددة عند استعمال الهمزة في أول الكلمة فيجعلونها همزة قطع أحياناً
خطأ حين يجب أن تكون همزة وصل . ونرى هذا الخطأ على بعض لوحات
الأماكن التجارية وفي كتابات بعضهم وفي الصحف . لذلك نريد أن ننبّه لبعض قواعد الهمزة في ابتداء الكلمة . فِعلُ الأمر الثلاثي مثل : اكتب ، العب ، هي همزة وصل ولكن تلفظ عند الابتداء بها
همزة قطع ولا تكتب الهمزة . ولتعرف الصواب أدخل حرف الواو أو الفاء على الكلمة
وانظر كيف تصبح الكلمة . فنقول : واكتب . فالهمزة هنا همزة وصل كتابةً ولفظاً . أما الهمزة في أول الفعل الرباعي وفي مصدره فهي همزة قطع في جميع الحالات
فنقول : أَنْزَلَ ، وأَنزلَ ، فأنزلَ ، إِنزال .. وهكذا . أما الهمزة في أول الفعل الخماسي والسداسي فهي همزة وصل في الفعل وفي مصدره فالخماسي
اعتاد ، اعتياداً . فإذا بُدئ بالهمزة تلفظ همزة قطع ولا تكتب فتلفظ إِعتاد وتكتب اعتاد . والسداسي ، استقدم ، استقدام ، واستقدم . إلا أنها تلفظ همزة قطع إذا ابتدأ اللفظ بها دون أن تكتب .
فتلفظ : إستقدم لفظاً وتكتب استقدم .
*** *** 17 - زاد على أم زاد عن والصواب " زاد على " ، " فعلى " حرف الجر الذي يأتي مع " زاد " ومشتقاتها . فالزَّيد : الزيادة والنمو ، وكذلك الزُّوادة . زاد الشيء : يَزيد زَيداً وزِيداً وزيادةً وزياداً ومزيداً ومَزَاداً وهم زَيدٌ على مئة . وقال الأصبع العدواني : وأنتـم معشَـرٌ زَيْـدٌ على مئـةٍ فأجمعـوا أمركم طُـرّاً فكيدونـي وإذا أُعطي رجلٌ شيئاً فطلب زيادةً على ما أُعْطٍيَ ، قيل : قد استزاده . والخطأ الذي يقع فيه بعضهم أن يقولوا : يزيد عن مئة ، فيستعمل حرف الجرّ عن بدلاً
من على ، وهذا لا يصح ، فالصواب :" يزيد على " *** *** 18 - على الرَّغم من أنفه أم بالرغم من أنفه
الصواب هو : " على الرَّغم من أنفه " ، وليس " بالرغم من أنفه " و الرَّغم : الذل ، والقسر ، والتراب . والرَّغم : الذِّلة . والرَّغمُ والرِّغم والرُّغم : الكَرْه ، ومثله : المرغَمة . ورَغَمَ ورَغُمَ : يَرْغَمُ ويَرْغُم . وفي الحديث الشريف : رَغِمَ أنْفُهُ (ثلاثاً ) ، قيل : من يا رسول الله ؟
قال : من أدرك أبويه أو أحدهما ولم يدخل الجنّة .
ويقال : أرغَمَ الله أَنفه ، أي ألزقه بالرَّغام وهو التراب . وقال ابن سيده : الرَّغامُ والرُّغام ما يسيل من الأنف وهو المخاط . وقال أبو العباس أحمد بن يحيى : من قال الرُّغام فيما يسيل من الأنف فقد صحّف . والمُراغَم : السَّعَة والمضطرب ، وقيل المذهب والمهرب في الأرض .
( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ... ) [النساء :100]
*** *** 19 - قَلَمُ الطالب وكتابه أم قلم وكتاب الطالب
الأصـوب : قلمُ الطالب وكتابه ، حتى لا يكون هناك مضافان إلى مضافٍ إليه واحد . وكثيرون يقولون : قلمُ وكتابُ الطالب ، وهذا تعبير غير سليم ،
حيث فُصِل بين المضاف "قلمُ " والمضاف إليه " الطالب " بمضاف آخر وهو كتاب .
*** *** 20 - حيثَ إِنّ أم حيثُ أَنّ
يخطئ بعضهم حين يقول " حيث أَنّ " ، فيفتح همزة إِنّ . والصواب أن يُقال :
حيث إِنّ بكسر الهمزة ، وذلك لأن الجملة بعد حيث جملة ابتدائية ، فإن كانت جملة اسمية
فتعرب الكلمة الأولى مبتدأً . فنقول : حيثُ الولدُ نائِمٌ . فالولد مبتدأ ، ونائم خبر . وحيث إنَّ الولدَ نائم . وكذلـك ، " فإنّ " تكسـر همزتها أول الكلام ، وتكسر في جملة مقولة القول ، كقولك : قال إنّه سيذهب . وكذلك : إِنّ الطالب جادٌّ .
*** *** 21 - علمتُ أَنْ سيعودُ إِلينا أم علمتُ أنْ سيعودَ إلينا
يخطئ بعضهم حين يقول : علمَ أن سيعودَ ، فيعتبر أن ناصبة للفعل المضارع ، وهذا خطأ .
" فأنْ " هنا ليست ناصبة للفعل فأن الناصبة لا يجوز أن يفصل بينها وبين الفعل المضارع
حرف السين ، أو سـوف ، أو قـد ، أو ما ، أو لو ، فإذا فَصَلـت هذه الحـروف بين
" أَنْ " والفعل المضارع ، كانت أَنْ هي المخفّفة من أنَّهُ ، أو أنَّك . ففي قوله سبحانه وتعالى :
( ... عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ
مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ... )
[ المزمل :20 ] فهنا المعنى : علم أنكم لن تحصوه ، وعلم أنه سيكون منكم ... وكذلك قوله سبحانه وتعالى :
( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [ النجم :28] أي أَنّه لا تزر وازرةٌ وزْر أُخرى . فأنْ الناصبة للفعل المضـارع لا يفصلها عن الفعل تلك الحروف ، ولا تُدْغَم بلا .
فـ " ألّا تزرُ " تعني : أنَّه لا تزر ، أدُغمت بلا لأنها المخفَّفة من أَنّه . وكذلك قول جرير : زَعَم الفـرزدق أن سَيَقْتُل مِرْبعـاً أَبْشِـرْ بطـول سلامَـةٍ يا مِرْبَـعُ فهنا تعني كلمة : أن سيقتُلُ أنه سَيْقتلُ .
*** *** 22 - رأيتُهُ بالأمـسِ أم رأيته أمس
كلاهما صحيح ، ولكنْ لكل منهما معنى مغاير للآخر . فمعنى رأيتُه بالأمسِ ،
تعني أيَّ يوم قبل الذي أنتَ فيه ، وليس اليوم الذي قبله فقط . وذلك في قوله سبحانه وتعالى :
(
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ
وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَيَقْدِرُ ...)
[ القصص :82] وأما كلمة " أمسِ " المبنيّة على الكسر فإِنها تعني اليوم قبل اليوم الذي أنت فيه فقط . فتقول : لقيتُه أمْسِ في المدرسة وتقول : ما رأيتُـه مُذْ أوَّلَ مِنْ أَمسِ ، أي قبل يومين من اليوم الذي أنت فيه . وتقول : " ما رأيته مذ أوّلَ من أوّل من أمس " . إذا كان ذلك قبل ثلاثة أيام من يومك الذي أنت فيه . وانظر في قول البحتري في وصف إيوان كسرى ، يجمع بين أوّل أمس ، وأوّلَ من أمس : وكـأن اللقـاءَ أَوّلَ مِـنْ أمـسِ ووشكَ الفـراقِ أَوّلَ أمـسِ وإذا أريد بـ " أمسِ " يومٌ من الأيام الماضية ، أو دخلته " ألـ " التعريف ، أو أضيف ،
أُعْرِبَ بالإجماع . أما إذا أريد به اليوم الذي قبل الذي أتت فيه ، ففيه أقوال ثلاثة أهمها
البناء على الكسر مطلقاً ،
والقول الثاني إعرابه إعراب مالا ينصرف في حالة الرفع خاصّةً ،
وبناؤه على الكسر في حالتي النصب والجر في لغة جمهور بني تميم ،
والقول الثالث إعرابه إعراب مالا يتصرف مطلقاً في لغة بعض بني تميم .
*** *** 23 - بئر عميقة أم بئر عميق
يخطئ بعضهم فيقولون بئر عميق ، يذكّرون " بئر " . والصواب بئر عميقة لأن هذه الكلمة مؤنثة . وفي كتاب الله :
(
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ
خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ )
[ الحج :45] وتجمع كلمة بئر على : آبار ، وأبآر ، وأبؤر ، وآبُر ، وبِئار . والبآَّر : الذي يحفر البئر .وابتأَر : حفر . والفعل : بأَر وأَبْأرَ فلاناً :جعل له بئراً .
*** *** 24 - بائسون أم بؤساء
يخطئ بعضهم فيجمع كلمة بائس على بؤساء . وهذا خطأ ، والصواب : بائسون ، أو بُؤْس
وقال تأبّط شراً : قد ضقـتُ من حبّها مالا يضيقني حتى عُدِدْتُ من البُؤْسِ المساكيـن أما " بؤساء " فهي جمع كلمة " بئيس " . ومعنى " بئيس " شجاع . وتأتي كلمة " بئيس " بمعنى شديد ، كما في قوله سبحانه وتعالى :
( ... وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) [ الأعراف :165] والأصل : البَأْس وتعني : العذاب أو الشدّة في الحرب ،
والبأساء : الحرب والمشقة والضرب . وَبؤُسَ يبؤُسُ بأَساً فهو بَئيس أي شجاع . بَئِسَ يَبْأسُ بُؤساً وبُؤوساً وبأساً وبؤْسَى وبَئيسى : اشتدت حاجته .
فالبؤس : الشدة والفقر ، بئيس ، بائس : فقير. والبأساء والأبؤس : الداهية وعذابٌ بِئْسٌ وَبئيس : شديد . ويُقال : لا بأس عليك ، أي لا خوفَ عليك . وقال تعالى :
( ... سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ... ) [ الفتح :16] وقوله سبحانه وتعالى :
( ... فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) [ هود:36] أي لا تحزن ولا تَستِكِنْ .المُبتَئِس : الكاره والحزين ، والبَؤوس : الظاهر البُؤس . وبِئسَ : نقيض نِعْمَ : بِئْسَ الرجل زيد ، وبِئْسَت المرأة هند . والخلاصة أن " بؤساء " جمع " بئيس " بمعنى الشجاع وبائسون أو بُؤس : جمع بائس .
ولقد أخطأ حافظ إبراهيم رحمه الله حين ترجم لكتاب فيكتور هيجو : (les mesarables) بالبؤساء ، والصحيح : البائسون .
*** *** 25 - دون أم بدون
شاع بين الناس استعمال كلمة " بدون " بمعنى بغير . فيقولون نريد الطعام بدون ملح . ولم يُجز أحد إدخال حرف الجرّ الباء على دون ، إلا سيبويه فتقول : نريد الطعام دون ملح . *** *** 26 - حضر الطلابُ جميعهم أم حضر جميع الطلاب
والأصوب في لغة العرب أن تقول : حضر الطلاب جميعهم ، وليس جميع الطلاب ،
ولو أن الأخيرة انتشرت وكثر استعمالها .أو جاء الطلاب أجمعون . ذلك لأن كلمة جميع ، وأجمع ، كلمات يؤكد بها للمعرفة ، وكذلك : أجمعون ، وجمعاء ،
وجُمَع ، لا تكون إلا تأكيداً تابعاً لما قبله ، ولا يُبْتدأ به ، ولا يُخبَر به . وأجمعون : جمعُ أجمع ، وأجمع واحد في معنى جَمْع ،
وليس له مفرد من لفظه . والمؤنّث جمعاء .ويقال : جاء القوم بأجمعهم .
*** *** 27 - حَذِرَه أم حَذِر منه
يخطئ بعضهم فيقولون : حَذِرَ منه ، ولكن الصواب : حَذِره . ففعل حَذِرَ لا تأخذ حرف جر ، وإنما تتعدّى إلى المفعول به . وفي قوله سبحانه وتعالى :
( ... وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ... ) [ المائدة :49] ولكن بعضهم يجيز حذر منه .
*** *** 28 - كلمات تذكّر وتؤنث
سُوق : تذكر وتؤنث ، وكذلك طريق : وجمعها طرُقٌ ، وأَطْرُقٌ ، وأطْرِقاء ، وأطرقة ،
وجمع الجمع ( جج) : طُرُقات
السبيل:الطريق ، وما وضح منه. وجمعها سُبُلٌ ، والسبيلة أيضاً : الطريق .
*** *** 29 - ساق طويلة أم ساق طويل
الصواب أن كلمة الساق مؤنثة إذا كانت تعني ذلك الجزء ما بين الركبة إلى الكعب ، فنقول:ساق طويلة
*** *** 30 - سائر الطلاب
سائر تعني البقية وليس الجميع . وهي من الفعل : سَأَرَ يَسْأرُ فهو سَائِر . وفي الحديث الشريف :
" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "
[ أخرجه ابن ماجه عن أنس صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم 4210]
*** *** 31 - شاق يشوق
الشوق والاشتياق : نزاعُ النفس وحركة الهوى . وجمعه : أشواق . نقول شاقه حبُّها ، أو شوَّقه حبّها ، إذا هيّج الشوق ، وأشاقه ، فهو شائق . وشاق إليه شوقاً ، وتشوَّق ، واشتاق اشتياقاً . وقول ابن الأعرابي : إلـى ظـعُـن للمالكيّـة غـدوةً فيا لَك من مرأَى أشـاقَ وأبعـدا أي وجده شائقاً بعيداً . ومن الأخطاء استخدام كلمة : شيّق بدلاً من شائق التي هي الصواب .
*** *** 32 - حار يحارُ
حارَ يحارُ حَيرةً وحَيْراً وحَيَراً وحَيَرَاناً . وكذلك : تحيَّر واستحار ، فهو حَيْرانُ وحائر . والخطأ قول بعضهم : احتار ، فهذا اللفظ ، وهذا الاشتقاق لا نجده في المعاجم
ولا في المراجع ولا في لغة العرب .
*** *** 33 - كلا وكلتا
يخطئ من يقول :كلا الرجلين حضرا ، أَو كلتا المرأتين حضرتا . والصواب أن يقول : كلا الرجلين حضر ، وكلتا المرأتين حضرت . ذلك لأن كلا وكلتا اسمان مفردان ، وليس مثنيين . وفي قوله سبحانه وتعالى :
( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً ... ) [ الكهف : 33]
1- سوّغ أم برّر
يستخدم الناس اليوم كلمة برّر العمل أو الشيء أي أوجد ما يجيزه ،
ولكن هذا الاستخدام لكلمة برّر لا نجده في معاجم اللغة ،
مع شدّة انتشار هذا التعبير لدى معظم الكتاب والصحافة ووسائل الإعلام . وأصل هذه الكلمة البِرُّ : الصدقُ والطاعة كالتبرُّر .
وقد وردت هذه الكلمة بهذا المعنى في كتاب الله وفي الأحاديث الشريفة . والبرُّ ضد العقوق :
( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ... ) [ آل عمران :92]
( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ... ) [ البقرة :177]
ويقال : رجلٌ بَرٌّ من قوم أبرار . ويقال لقد تبرَّرْتَ في أمرنا ، أي تَحَرَّجْتَ ويقال : بَرَرْتُ والدي أبِرُّه ، أَمّا وأبَرَّه : فَتعني غلبه ، والمُبِرُّ : الغالب والمبرّر من الضأن : الذي في ضرعها لُمَعَ . ومعاني البِرُّ والبَرُّ ومشتقاتها واسعة وكثيرة ، إلا أنه لا يوجد : بَرَّر العمل أي بيّن أسباب جوازه . ولكن يستخدم فعل : سوّغ بدلاً من برّر . ففي لسان العرب : وأنا سوَّغته له أي جوّزنه له .
وساغ له ما فعل أي جاز له ذلك . وشراب سائغ أي عذب .
والأصل : ساغ الشراب في الحلق يسوغُ سوغاً .
*** ***
2 - مُتَوَفِّر ومُتَوافِر
يغلب بين الناس وفي الصحافـة ولدى الكُتّاب استخدام كلمة متوَفّر بمعنى كثير وموجود .
وهذا الاستعمال خطأ والصواب متوافر . وأصل الكلمة : الوَفْرُ : الغِنى ، ومن المال : الكثير ، وجمعه الوُفُور .
ويقال : وفَر المال والنبات والشيء بنفسه وَفْراً ووُفوراً وَفِرَةً [ لسان العرب ] . وكذلك : تَوَفّر عليه : رعى حُرُماته . ووفّر عليه حقَّه توفيراً . والقوم متوافرون : أي كُثْر . نخلص من ذلك إلى أنّ : توفَّر على الشيء أو الأمر : رعاه واهتمّ به . توافَر الشيء : وُجِد وكَثُر . فالقول مثلاً : توفّر لديه مال كثير ، فهذا خطأ ، والصواب أن يُقال : " توافر لديه مالٌ كثير " أو " توافر لديه الوقت ليعمل كذا وكذا " أو توافرت لديه الكتب التي يحتاج إِليها " *** *** 3 - سواء عليهم أأنذرتَهم أم لم تنذرهم لكلمة سـواء معانٍ متعددة : تأتي بمعنى مستوٍ ،وتأتي بمعنى الوسط وتأتي بمعنى التام : فيقول : مكانٌ سِوى ، ففي هذه الحالة تُقصر مع الكسر أو الضم لتصُبح سُوى . ( ... فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوَىً ) [طه :58] ونقول (... فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ... ) [ الصافات :55] ، أي في وسطها . ويُخبَر بـ ( سواء ) عن الواحد فما فوقه بمعنى مستوٍ :
( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )
[ آل عمران :113]
( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)
[ الرعد :10]
( ... سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ... ) [ الجاثية :21] والتي نريد أن نبيِّنَها هنا والتي قد يقع الخطأ في استعمالها كلمة : " سواء للتسوية " ،
والتي تأتي بعدها همزة المصدريـة للتسوية ، مثل قوله سبحانه وتعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) [ البقرة :6] فالهمزة في أأنذرتهم مصدرية وما بعدها يؤول بمصدر ،
أي : إنذارك لهم أم عدم إنذارك لهم سواء . فتكون " سواء " خبراً مقدماً ، ويكون المصدر المؤول : " إنذارك " هو المبتدأ ،
ويجب أن تأتي " أم " في هذه الحالة ، وتعربُ " أم " حرف عطف معادل لهمزة التسوية . والخطأ الذي يقع فيه بعضهم أنهم يضعون : "أو " بدلاً من " أم " وهذا لا يصح ،
ويتركون همزة المصدرية والتسوية .
*** *** 4 - اعتاد الشيءَ وتعوّده واعتاد عليه وتعوّد عليه كثير من الناس يقولون تعوّد على الشيء واعتاد عليه . وهذا خطأ .
ففعل اعتاد وتعوّد لا تتعدّى بحرف الجرّ على ، وإنما تأخذ مفعولاً به مباشرة . فتقول : اعتاد النومَ مبكراً وتعوّد النوم مبكراً وهذا هو الصواب . وتقول : تعوَّده ، وعاوده معاودةً وعِواداً . واعتاده وأعاده واستعاده : جعله من عادته . عوّده إياه : جعله يعتاده . والمعاوِد : المواظب . واستعاده : سأله أن يفعله ثانياً ، وأن يعود . *** *** 5 - كلّ ، وبعض ، وغير ويقال : كلٌّ وبعـضٌ معرفتان ، لم يجئ عن العرب أيٌّ منهما بالألف واللام .
أي أن أداة التعريف لا تدخل عليها .ولكن يرى بعضهم أنه جائز لأن فيهما معنى الإضافة . والكلُّ : اسم يجمـع الأجزاء ، ويقال : كُلُّهم منطلق ، وكُلُّهنْ منطلقة ومنطلق ،
فالذكر والأنثى في ذلك سواء . ويقال : العالِم كلُّ العالِم : يريد بذلك التناهي وأنه قد بلغ الغاية . ( وكلٌّ أَتوه داخرين ) [ النمل :87]
( وكلٌّ له قانتون ) [الروم :26]
فمحمول على المعنى دون اللفظ .
( وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فردا ) [ مريم :95] فجاء بلفظ الجماعة (كلهم) ، فاستغنى عن ذكر الجماعة في الخبر (فردا) . ولذلك نقول : كلٌّ حضر ، وكُلٌّ حضروا ، مرة على اللفظ ومرة على المعنى .
" وسجد الملائكة كلهم أجمعون " : أكّد الجمع بكلمة كُلهم ، ثم بكلمة " أجمعون" !
لتدل على أنهم سجدوا في وقت واحد . وبعض كل شيء : طائفة منه ، والجمع : أبعاض . ولا تدخله اللام :
( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً )
[ الكهف :99]
( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ....) [ طه :123]
وآيات أخرى كثيرة في كتاب الله لا تجد اللام تدخل على بعض . وغير بمعنى سوى لا تدخلها اللام ، ويقع بعضهم في هذا الخطأ فيقول : الغير . وهذا خطأ .
( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ... ) . ولا تتعرّفُ " غيرُ " بالإضافـة لشدَّة إِبهامها ،
وإذا وقعت بين ضدين كما في الآية (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ...) زال الإبهام . وإذا كانت للاستثناء أُعربت إعرابَ الاسم التالي لـ إلا في ذلك الكلام ،
فتُنصَب في : جاء القوم غيرَ زيدٍ ، ويجوز الرفع والنصب في : ما جاء أحدٌ غيرُ زيدٍ ،
وغيرَ زيد .أما والغِيَرُ : غِيَرُ الدهر وأحداثه .
*** *** 6 - الشباب المسلمون أم الشبابُ المسلم
للفظة الشباب معنيان : الشباب بمعنى مرحلة من العمر . كقول أبي العتاهية : كأنّـك قد هجمـتَ على مشيبـي كما هجـم المشيب على شبابـي أو قوله : لـهفـي علـى ورق الشـبـابِ وغصـونـه الخضـر الرطـابِ أو قول أبي فراس : زَيْـنُ الشـبـاب أبـو فـراسٍ لـم يُـمـتَّــع بـالـشـبـابِ أو قول أبي العتاهية أيضاً : يـا للشبـاب المـرح التصَـابي رَوائـحُ الجنَّـة في الشَّـبـابِ أما عند قولنا الشباب المسلمون ، فإن كلمة الشباب هنا جمع لكلمة الشاب فنقول : شاب مسلم وشباب مسلمون . ولا نقول شباب مسلم فإنه خطأ كما رأيت . *** *** 7 - ألماس أم ماس
يقول بعضهم : هذه قطعة من الماس . وهذا خطأ . والصواب : هذه قطعة من الألماس . فهذا الجوهر هو " ألماس " ! وبالتعريف يكون : الألماس . ويقول الشاعر : صُوغي من الألماس والدرّ الحِلى صوغِي كما شئت الجواهر وانشُدِ *** *** 8 - حماسة أم حماس
أصل الكلمة : حَمِسَ حَمَساً ، حَمِسَ الشرُّ أو الأمر اشتدَّ ، وحَمِسَ الوغى . واحتمس القِرْنان : تقاتلا ، وحَمِسَ بالشيء : عَلِق به . واحْتَمس الديكان : هاجا . والحماسَة : المنع والمحاربة والشجاعة . وتحمَّس الرجل : إذا تعاصى . ويقال : نجْدَةٌ حَمْساء ، أي شديدة وشجاعة . ورجُل حَمِسٌ وحميس وأحمس : شجاع . وتحامس القوم تحامساً وحِماساً : تشادُّوا واقتتلوا . والأحمس : المتشدد على نفسه في الدين . والأحمسُ والحَمِسُ والمتَحمِّس : الشديد . وعام أحمس ، وسنة حَمْساء ، وسنون أحامس : شديدة ، ويمكن أن يُقال : سِنون حُمْسٌ
إذا أريد محض النعت ، أما سنون أحامس فقد ذكروا الصفة على إدارة الأعوام . والحُمسُ : قريش ومن ولدت قريش وكنانة وجَديلة قَيْسٍ . وسُمّوا حُمْساً لأنهم تحمسوا
في دينهم أي تشدَّدوا . وكانت الحُمْس سكان الحرم ، وكانوا لا يخرجون أيام الموسم
إلى عرفات ، إنما يقفون بالمزدلفة ويقولون : نحن أهل الله ولا نخرج من الحرم . ولذلك لا نقول حَماس ، فهذا خطأ ونقول حَماسةٌ . وديوان الحماسة لأبي تمام . وقد شاعت كلمة حماس بمعنى حماسة وهذا خطأ لا أصل له . *** *** 9 - تَسَلَّم أم استلم كلاهما صحيح ولكنْ لكل منهما معنى خاص واستعمال خاص مغاير للآخر .
فعندما تريد أن تقول تلقَّيت رسالةً وأخذتها تقول : تَسلَّمْتُ الرسالة ولا يجوز أن تقول استلمت الرسالة فهذا خطأ . فاستلم تستعمل لاستلام الحجر الأسود
في الكعبة . فنقول :استلمتُ الحجر الأسود في الكعبة : أي قبّلتُه واعتنقته أو لمسته ،
ويقال تَسلَّم منه أي تبرّأَ منه .وتَسلَّم الشيء منه : أي قبضه *** *** 10 - تميّز منه أم تميَّز عنه وأصل الكلمة : المَيْز وهو التمييز بين الأشياء . فنقول مِزْتُ بعضه من بعض ، فأنا أميزُه مَيْزاً ،
وكذلك ميَّزْته تمييزاً .وفي كتاب الله : ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ... ) [ الأنفال :37] والفعل : ماز يميزُ ، وميَّزَ يُمَيِّزُ . وتميّزَ القوم : صاروا في ناحية وانعزلوا عن غيرهم . وفي كتاب الله :
( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) [ يس :59] أي تميّزوا وانفردوا عن المؤمنين ..نقول تميّزَ منه وليس عَنه .
*** *** 11 - جاء وحده أم جاء لوحده خطأ يقع فيه الكثيرون حين يقولون جاء لوحده . فحرف الجر اللام لا يدخل
على كلمة " وحده " . فالصواب أن تقول : جاء وَحْدَه *** *** 12 - قابلته مصادفة أم قابلته صدفة
الأصل : صَدَف عنه يصدفُ صَدْفاً وصدوفاً ، أي عدل ومال . وأصدفه عنه : مال به ،
وصدفَ عنّي : أعرض عني .وفي كتاب الله : ( ... سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ )
[الأنعام :157] .فمعنى يصدفون في الآية : يَعْرِضون . والصَّدوف من النساء التي تعرض عن زوجها . والصَّدَفُ: كلُّ شيء مرتفع كالهدف
والحائط والجبل . والصَّدَفُ والصَّدَفة : الجانب والناحية .
والصُدْفان : ناحيتا الشعب أو الوادي . ويقال لجانبي الجبل إذا تجاذبا صُدُفان أو صَدَفان
لتصادفهما أي لتلاقيهما وفي كتاب الله : ( .... حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ ) [ الكهف :96] ومن هذا يُقال : صَادفْت فلاناً إذا لاقيته ووجدته . ولا نقول صَدَفتُ فلاناً . إذن نقول : صادفته مُصَادَفَةً ، ومصادفة مصدر ميمي من صادف ولا نقول : صادفته صُدْفة ، ولا نقول : صَدَفْتُه .
*** *** 13 - تقويم أم تقييم
الفعل : قوّم . ولها معنيان .. قوّم السلعة : قدّر قيمتها . وقوّمته : أي عدلته فهو قويم ومستقيم ..والقيّوم : الذي لا نِدَّ له . ومصدر قوّم في جميع الحالات : تقويم ، فلا يوجد تقييم . فنقول : قوّم السلعة تقويماً..وقوّم الأمر أي عدله تقويماً فكلمة تقييم خطأ لا يجوز استعماله . *** *** 14 - استبدل يخطئ كثير من الناس في استعمال " استبدل " ، فيقولون : " استبدل الشرَّ بالخير "
وهذا يعني أنه ترك الخير وأخذ الشرّ . فالباء تأتي مع المتروك . وفي كتاب الله : ( ... أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ...) [ البقرة :61] ولذلك نقول :استبدل الخيرَ بالشرّ.أي ترك الشرّ وأخذ الخير . وهذا الخطأ شائع جداً وكذلك : اشترى أما شرَى بمعنى باع ، كما في قوله سبحانه وتعالى :
( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ... ) [ النساء :74] أي الذين يبيعون الحياة الدنيا ، ويأخذون عوضاً عنها الآخرة . فالأمر مختلف بين استعمال استبدل ، وشرى .
*** *** 15 - أحناء وحنايا
يخطئ كثيرون فيقولون ملأ الحب حناياه . وهذا خطأ . لأن حنايا جمعَ حِنيَّة ، وهي القوس .
والصواب : ملأ الحبّ أحناءَه . لأن الأحناء جمع حِنْو : بفتح الحاء وكسرها ،
وهي الضلع ، وكل ما فيه اعوجاج من البدن . وجمع حَِنو : أحناء وحِنيٌّ وحُنيٌّ .
*** *** 16 - همزة الوصل وهمزة القطع
يقع الكثيرون في أخطاء متعددة عند استعمال الهمزة في أول الكلمة فيجعلونها همزة قطع أحياناً
خطأ حين يجب أن تكون همزة وصل . ونرى هذا الخطأ على بعض لوحات
الأماكن التجارية وفي كتابات بعضهم وفي الصحف . لذلك نريد أن ننبّه لبعض قواعد الهمزة في ابتداء الكلمة . فِعلُ الأمر الثلاثي مثل : اكتب ، العب ، هي همزة وصل ولكن تلفظ عند الابتداء بها
همزة قطع ولا تكتب الهمزة . ولتعرف الصواب أدخل حرف الواو أو الفاء على الكلمة
وانظر كيف تصبح الكلمة . فنقول : واكتب . فالهمزة هنا همزة وصل كتابةً ولفظاً . أما الهمزة في أول الفعل الرباعي وفي مصدره فهي همزة قطع في جميع الحالات
فنقول : أَنْزَلَ ، وأَنزلَ ، فأنزلَ ، إِنزال .. وهكذا . أما الهمزة في أول الفعل الخماسي والسداسي فهي همزة وصل في الفعل وفي مصدره فالخماسي
اعتاد ، اعتياداً . فإذا بُدئ بالهمزة تلفظ همزة قطع ولا تكتب فتلفظ إِعتاد وتكتب اعتاد . والسداسي ، استقدم ، استقدام ، واستقدم . إلا أنها تلفظ همزة قطع إذا ابتدأ اللفظ بها دون أن تكتب .
فتلفظ : إستقدم لفظاً وتكتب استقدم .
*** *** 17 - زاد على أم زاد عن والصواب " زاد على " ، " فعلى " حرف الجر الذي يأتي مع " زاد " ومشتقاتها . فالزَّيد : الزيادة والنمو ، وكذلك الزُّوادة . زاد الشيء : يَزيد زَيداً وزِيداً وزيادةً وزياداً ومزيداً ومَزَاداً وهم زَيدٌ على مئة . وقال الأصبع العدواني : وأنتـم معشَـرٌ زَيْـدٌ على مئـةٍ فأجمعـوا أمركم طُـرّاً فكيدونـي وإذا أُعطي رجلٌ شيئاً فطلب زيادةً على ما أُعْطٍيَ ، قيل : قد استزاده . والخطأ الذي يقع فيه بعضهم أن يقولوا : يزيد عن مئة ، فيستعمل حرف الجرّ عن بدلاً
من على ، وهذا لا يصح ، فالصواب :" يزيد على " *** *** 18 - على الرَّغم من أنفه أم بالرغم من أنفه
الصواب هو : " على الرَّغم من أنفه " ، وليس " بالرغم من أنفه " و الرَّغم : الذل ، والقسر ، والتراب . والرَّغم : الذِّلة . والرَّغمُ والرِّغم والرُّغم : الكَرْه ، ومثله : المرغَمة . ورَغَمَ ورَغُمَ : يَرْغَمُ ويَرْغُم . وفي الحديث الشريف : رَغِمَ أنْفُهُ (ثلاثاً ) ، قيل : من يا رسول الله ؟
قال : من أدرك أبويه أو أحدهما ولم يدخل الجنّة .
ويقال : أرغَمَ الله أَنفه ، أي ألزقه بالرَّغام وهو التراب . وقال ابن سيده : الرَّغامُ والرُّغام ما يسيل من الأنف وهو المخاط . وقال أبو العباس أحمد بن يحيى : من قال الرُّغام فيما يسيل من الأنف فقد صحّف . والمُراغَم : السَّعَة والمضطرب ، وقيل المذهب والمهرب في الأرض .
( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ... ) [النساء :100]
*** *** 19 - قَلَمُ الطالب وكتابه أم قلم وكتاب الطالب
الأصـوب : قلمُ الطالب وكتابه ، حتى لا يكون هناك مضافان إلى مضافٍ إليه واحد . وكثيرون يقولون : قلمُ وكتابُ الطالب ، وهذا تعبير غير سليم ،
حيث فُصِل بين المضاف "قلمُ " والمضاف إليه " الطالب " بمضاف آخر وهو كتاب .
*** *** 20 - حيثَ إِنّ أم حيثُ أَنّ
يخطئ بعضهم حين يقول " حيث أَنّ " ، فيفتح همزة إِنّ . والصواب أن يُقال :
حيث إِنّ بكسر الهمزة ، وذلك لأن الجملة بعد حيث جملة ابتدائية ، فإن كانت جملة اسمية
فتعرب الكلمة الأولى مبتدأً . فنقول : حيثُ الولدُ نائِمٌ . فالولد مبتدأ ، ونائم خبر . وحيث إنَّ الولدَ نائم . وكذلـك ، " فإنّ " تكسـر همزتها أول الكلام ، وتكسر في جملة مقولة القول ، كقولك : قال إنّه سيذهب . وكذلك : إِنّ الطالب جادٌّ .
*** *** 21 - علمتُ أَنْ سيعودُ إِلينا أم علمتُ أنْ سيعودَ إلينا
يخطئ بعضهم حين يقول : علمَ أن سيعودَ ، فيعتبر أن ناصبة للفعل المضارع ، وهذا خطأ .
" فأنْ " هنا ليست ناصبة للفعل فأن الناصبة لا يجوز أن يفصل بينها وبين الفعل المضارع
حرف السين ، أو سـوف ، أو قـد ، أو ما ، أو لو ، فإذا فَصَلـت هذه الحـروف بين
" أَنْ " والفعل المضارع ، كانت أَنْ هي المخفّفة من أنَّهُ ، أو أنَّك . ففي قوله سبحانه وتعالى :
( ... عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ
مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ... )
[ المزمل :20 ] فهنا المعنى : علم أنكم لن تحصوه ، وعلم أنه سيكون منكم ... وكذلك قوله سبحانه وتعالى :
( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [ النجم :28] أي أَنّه لا تزر وازرةٌ وزْر أُخرى . فأنْ الناصبة للفعل المضـارع لا يفصلها عن الفعل تلك الحروف ، ولا تُدْغَم بلا .
فـ " ألّا تزرُ " تعني : أنَّه لا تزر ، أدُغمت بلا لأنها المخفَّفة من أَنّه . وكذلك قول جرير : زَعَم الفـرزدق أن سَيَقْتُل مِرْبعـاً أَبْشِـرْ بطـول سلامَـةٍ يا مِرْبَـعُ فهنا تعني كلمة : أن سيقتُلُ أنه سَيْقتلُ .
*** *** 22 - رأيتُهُ بالأمـسِ أم رأيته أمس
كلاهما صحيح ، ولكنْ لكل منهما معنى مغاير للآخر . فمعنى رأيتُه بالأمسِ ،
تعني أيَّ يوم قبل الذي أنتَ فيه ، وليس اليوم الذي قبله فقط . وذلك في قوله سبحانه وتعالى :
(
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ
وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَيَقْدِرُ ...)
[ القصص :82] وأما كلمة " أمسِ " المبنيّة على الكسر فإِنها تعني اليوم قبل اليوم الذي أنت فيه فقط . فتقول : لقيتُه أمْسِ في المدرسة وتقول : ما رأيتُـه مُذْ أوَّلَ مِنْ أَمسِ ، أي قبل يومين من اليوم الذي أنت فيه . وتقول : " ما رأيته مذ أوّلَ من أوّل من أمس " . إذا كان ذلك قبل ثلاثة أيام من يومك الذي أنت فيه . وانظر في قول البحتري في وصف إيوان كسرى ، يجمع بين أوّل أمس ، وأوّلَ من أمس : وكـأن اللقـاءَ أَوّلَ مِـنْ أمـسِ ووشكَ الفـراقِ أَوّلَ أمـسِ وإذا أريد بـ " أمسِ " يومٌ من الأيام الماضية ، أو دخلته " ألـ " التعريف ، أو أضيف ،
أُعْرِبَ بالإجماع . أما إذا أريد به اليوم الذي قبل الذي أتت فيه ، ففيه أقوال ثلاثة أهمها
البناء على الكسر مطلقاً ،
والقول الثاني إعرابه إعراب مالا ينصرف في حالة الرفع خاصّةً ،
وبناؤه على الكسر في حالتي النصب والجر في لغة جمهور بني تميم ،
والقول الثالث إعرابه إعراب مالا يتصرف مطلقاً في لغة بعض بني تميم .
*** *** 23 - بئر عميقة أم بئر عميق
يخطئ بعضهم فيقولون بئر عميق ، يذكّرون " بئر " . والصواب بئر عميقة لأن هذه الكلمة مؤنثة . وفي كتاب الله :
(
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ
خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ )
[ الحج :45] وتجمع كلمة بئر على : آبار ، وأبآر ، وأبؤر ، وآبُر ، وبِئار . والبآَّر : الذي يحفر البئر .وابتأَر : حفر . والفعل : بأَر وأَبْأرَ فلاناً :جعل له بئراً .
*** *** 24 - بائسون أم بؤساء
يخطئ بعضهم فيجمع كلمة بائس على بؤساء . وهذا خطأ ، والصواب : بائسون ، أو بُؤْس
وقال تأبّط شراً : قد ضقـتُ من حبّها مالا يضيقني حتى عُدِدْتُ من البُؤْسِ المساكيـن أما " بؤساء " فهي جمع كلمة " بئيس " . ومعنى " بئيس " شجاع . وتأتي كلمة " بئيس " بمعنى شديد ، كما في قوله سبحانه وتعالى :
( ... وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) [ الأعراف :165] والأصل : البَأْس وتعني : العذاب أو الشدّة في الحرب ،
والبأساء : الحرب والمشقة والضرب . وَبؤُسَ يبؤُسُ بأَساً فهو بَئيس أي شجاع . بَئِسَ يَبْأسُ بُؤساً وبُؤوساً وبأساً وبؤْسَى وبَئيسى : اشتدت حاجته .
فالبؤس : الشدة والفقر ، بئيس ، بائس : فقير. والبأساء والأبؤس : الداهية وعذابٌ بِئْسٌ وَبئيس : شديد . ويُقال : لا بأس عليك ، أي لا خوفَ عليك . وقال تعالى :
( ... سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ... ) [ الفتح :16] وقوله سبحانه وتعالى :
( ... فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) [ هود:36] أي لا تحزن ولا تَستِكِنْ .المُبتَئِس : الكاره والحزين ، والبَؤوس : الظاهر البُؤس . وبِئسَ : نقيض نِعْمَ : بِئْسَ الرجل زيد ، وبِئْسَت المرأة هند . والخلاصة أن " بؤساء " جمع " بئيس " بمعنى الشجاع وبائسون أو بُؤس : جمع بائس .
ولقد أخطأ حافظ إبراهيم رحمه الله حين ترجم لكتاب فيكتور هيجو : (les mesarables) بالبؤساء ، والصحيح : البائسون .
*** *** 25 - دون أم بدون
شاع بين الناس استعمال كلمة " بدون " بمعنى بغير . فيقولون نريد الطعام بدون ملح . ولم يُجز أحد إدخال حرف الجرّ الباء على دون ، إلا سيبويه فتقول : نريد الطعام دون ملح . *** *** 26 - حضر الطلابُ جميعهم أم حضر جميع الطلاب
والأصوب في لغة العرب أن تقول : حضر الطلاب جميعهم ، وليس جميع الطلاب ،
ولو أن الأخيرة انتشرت وكثر استعمالها .أو جاء الطلاب أجمعون . ذلك لأن كلمة جميع ، وأجمع ، كلمات يؤكد بها للمعرفة ، وكذلك : أجمعون ، وجمعاء ،
وجُمَع ، لا تكون إلا تأكيداً تابعاً لما قبله ، ولا يُبْتدأ به ، ولا يُخبَر به . وأجمعون : جمعُ أجمع ، وأجمع واحد في معنى جَمْع ،
وليس له مفرد من لفظه . والمؤنّث جمعاء .ويقال : جاء القوم بأجمعهم .
*** *** 27 - حَذِرَه أم حَذِر منه
يخطئ بعضهم فيقولون : حَذِرَ منه ، ولكن الصواب : حَذِره . ففعل حَذِرَ لا تأخذ حرف جر ، وإنما تتعدّى إلى المفعول به . وفي قوله سبحانه وتعالى :
( ... وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ... ) [ المائدة :49] ولكن بعضهم يجيز حذر منه .
*** *** 28 - كلمات تذكّر وتؤنث
سُوق : تذكر وتؤنث ، وكذلك طريق : وجمعها طرُقٌ ، وأَطْرُقٌ ، وأطْرِقاء ، وأطرقة ،
وجمع الجمع ( جج) : طُرُقات
السبيل:الطريق ، وما وضح منه. وجمعها سُبُلٌ ، والسبيلة أيضاً : الطريق .
*** *** 29 - ساق طويلة أم ساق طويل
الصواب أن كلمة الساق مؤنثة إذا كانت تعني ذلك الجزء ما بين الركبة إلى الكعب ، فنقول:ساق طويلة
*** *** 30 - سائر الطلاب
سائر تعني البقية وليس الجميع . وهي من الفعل : سَأَرَ يَسْأرُ فهو سَائِر . وفي الحديث الشريف :
" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "
[ أخرجه ابن ماجه عن أنس صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم 4210]
*** *** 31 - شاق يشوق
الشوق والاشتياق : نزاعُ النفس وحركة الهوى . وجمعه : أشواق . نقول شاقه حبُّها ، أو شوَّقه حبّها ، إذا هيّج الشوق ، وأشاقه ، فهو شائق . وشاق إليه شوقاً ، وتشوَّق ، واشتاق اشتياقاً . وقول ابن الأعرابي : إلـى ظـعُـن للمالكيّـة غـدوةً فيا لَك من مرأَى أشـاقَ وأبعـدا أي وجده شائقاً بعيداً . ومن الأخطاء استخدام كلمة : شيّق بدلاً من شائق التي هي الصواب .
*** *** 32 - حار يحارُ
حارَ يحارُ حَيرةً وحَيْراً وحَيَراً وحَيَرَاناً . وكذلك : تحيَّر واستحار ، فهو حَيْرانُ وحائر . والخطأ قول بعضهم : احتار ، فهذا اللفظ ، وهذا الاشتقاق لا نجده في المعاجم
ولا في المراجع ولا في لغة العرب .
*** *** 33 - كلا وكلتا
يخطئ من يقول :كلا الرجلين حضرا ، أَو كلتا المرأتين حضرتا . والصواب أن يقول : كلا الرجلين حضر ، وكلتا المرأتين حضرت . ذلك لأن كلا وكلتا اسمان مفردان ، وليس مثنيين . وفي قوله سبحانه وتعالى :
( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً ... ) [ الكهف : 33]
السبت أغسطس 21, 2010 2:53 am من طرف سندريلا
» وقفة عند سورة الفلق ((هام جداً))
الأحد أغسطس 08, 2010 9:39 pm من طرف نوجا
» aletter from alover تاليفي من 4 سنين
الأحد أغسطس 08, 2010 9:34 pm من طرف نوجا
» تعريف كرسي الاعتراف
الأحد أغسطس 08, 2010 9:32 pm من طرف نوجا
» قوانين كرسي الاعتراف
الأحد أغسطس 08, 2010 9:32 pm من طرف نوجا
» تعالوا نسجل حضورنا بنطق الشهادتين.....
الجمعة أغسطس 06, 2010 9:55 pm من طرف جنة الحب
» تعالوا نسجل حضورنا بالاستغفار يوميا.....
الجمعة أغسطس 06, 2010 9:53 pm من طرف جنة الحب
» صور لشهر رمضان الكريم
الجمعة أغسطس 06, 2010 7:20 pm من طرف Ramy
» نانووووووووووو
الجمعة أغسطس 06, 2010 1:01 am من طرف KokoOoOoo
» قصة حب فاشلة
الجمعة أغسطس 06, 2010 12:36 am من طرف KokoOoOoo