زعماء نسيهم الشباب > أول منشور للإخوان المسلمين بالقاهرة .. كتبه الشيخ محمد متولى الشعراوى
قصيدة شعر للشعراوي .. تخرجه من الإخوان المسلمين
كتبت : سمر أحمد
بعد أن نضجت دعوة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية ، تحركت الدعوة إلى القاهرة لتبدأ مرحلة جديدة من الانطلاق والانتشار والظهور على ساحة العمل السياسي في القاهرة ..
بدأت علاقة الشعراوى بالإخوان المسلمين ، وكان يلتقى يوميا بحسن البنا مؤسس الحركة فى مقر الجماعة فى شارع (كعب الأحبار) .. درب القمح خلف مدرسة السنية بحى السيدة زينب رقم 14 وقال الشعراوى إنه أحب حسن البنا وانبهر بعلمه الغزير وجاذبيته وكان يتردد على حسن البنا في هذه الدار المشايخ أحمد شريت وأحمد حسن الباقورى أعضاء مكتب الإرشاد فيما بعد ...
وكتب الشعراوى أول منشور أصدره الإخوان المسلمون بالقاهرة بخط يده فى حضور الشيخ أحمد شريت وأرسلاه للشيخ الباقورى لأخذ رأيه فيه فوافق على كل ما جاء فيه وعلق على ذلك قائلا :هو حد يقدر يقول بعدك حاجة يا شعراوي فكلنا لا ينسى مواقفك العظيمة السابقة وما تقوله فى الأزهر ...
وكان المنشور يقول : إن الإسلام منهج الله وأن الله عز وجل هو الذى خلق الإنسان وأن الله أولى بأن يمنهج للإنسان غايته التى خلق من أجلها وحركة حياته وكيف يسوسها وإننا نريد أن ننشئ شبابا مسلما حقا وأن نعطى له مناعة ضد وافدات الحضارة المزيفة التى تريد أن تعزل الأرض عن السماء...
وختم الشعراوى منشوره بدعوة الناس إلى الانضمام للإخوان قائلا : فالجأ إلى هذه الجماعة لتأخذ هذه المناعة!
كان تعليق حسن البنا على هذا المنشور بالإعجاب الشديد بأسلوب الشعراوى الجميل وزاد قائلا : ما أجمل هذا السجع وطبع الإخوان هذا المنشور ووزعوه على الناس فى كل المجتمعات وعلى الطلاب فى الجامعات بأعداد كبيرة ..
قصيدة شعر
لكن الشعراوى تحدث عن بداية خلافه مع الإخوان مبكرا سنة 1938م وكان السبب هو أنه ألقى قصيدة شعرية امتدح فيها سعد زغلول ومصطفى النحاس فى الاحتفال الذى اقيم لذكرى سعد زغلول الذي كان يعتبر مناسبة وطنية سنوية ..
وغضب حسن البنا من الشعراوى لامتداحه النحاس باشا وفى جلسة جمعت مجموعة من الإخوان وبحضور الشعراوى وعند الفجر تطرق الحديث للكلام عن زعماء مصر السياسيين وتحامل الإخوان الحاضرون على النحاس باشا .. وهادوا صدقى باشا فاعترض الشعراوى لمن ينتسبون إلى الدين يريدون أن يهادئوا أحد الزعماء السياسيين ولا يتحاملوا عليه أو يهاجموه فليس هناك سوى النحاس باشا لأنه رجل طيب نقى .. ورع ويعرف ربنا وإننى لا أرى داعيا لأن نعاديه وهذه هى الحكمة..
وقال أحد الإخوان الحاضرين : إن النحاس باشا هو عدونا الحقيقي وهو أعدى أعدائنا لأنه زعيم الأغلبية هى التى تضايقنا فى شعبيتنا أما غيره من الزعماء وبقية الأحزاب فنحن نبصق عليها جميعا فتنطفئ وتنتهي !
وقال الشعراوى إن هذا الكلام كان جديدا ومفاجئا له ولم يكن يتوقعه بأى حال وإنه عرف ليلتها نوايا الإخوان وأن المسألة من وجهة نظره ليست مسألة دعوة وجماعة دينية فقط وإنما هى أيضا سياسة وأغلبية وأقلية وطموح للحكم!
وقال إنه فى تلك الليلة اتخذت قرارى بالابتعاد عن الجماعة وقلت لهم : سلام عليكم .. ماليش دعوة بالكلام ده!!
وقال الشعراوى إنه لاحظ أثناء عضويته للجماعة أن هناك داخل الجماعة مركز قوى ضد حسن البنا نفسه وأنه رأى بنفسه عبد الرحم السندى رئيس الجهاز الخاص السري للإخوان يدفع حسن البنا بيده ويكاد يوقعه على الأرض لخلاف بينهما لولا تساند البنا على من كانوا يقفون خلفه وأنقذه أيضا الشعراوى..
وكان ذلك فى مقر الإخوان ومركزها العام فى الحلمية رغم أن حسن البنا هو الذي اختار السندى وعينه رئيسا للجهاز..
لكن عبد الرحمن السندى – كما يقول الشعراوى – تحول بقوة هذا الجهاز إلى مركز قوى داخل الجماعة إلى حد أن الشيخ عمر التلمسانى مرشد الإخوان الأسبق يقول عنه فى شهادته: إن عبد الرحمن السندى أحس بقوته وسلطته وكان يتصرف فى بعض الأحيان تصرفات لا يقرها البنا إلى حد أنه يضع نفسه فى مستوى قائد الجماعة ولقد أغوته القوة وأغواه الشيطان ولم يرض البنا رئيس الجماعة عن ذلك ووقع الخلاف بينهما أما لماذا لم يقم البنا بفصل السندى فأى إنسان فى أى جماعة ينمو وتزداد قوته يوما بعد يوم قد لا يدرك خطره إلا بعد أن يصل أمره الى منتهاه وهذا ما حدث ولم تطل أيام البنا حتى يتخذ إجراء معنيا مع عبد الرحمن السندى الذى اتخذ نفس الموقف من المستشار الهضيبى مرشد الإخوان فيما بعد وأساء إليه فاجتمع مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية وقرروا فصل السندى!!
وشايات ونقل أسرار
كان الشعراوى حانقا على السندى وتصرفاته مع البنا .. وتعاونه مع عبد الناصر ضد الإخوان والهضيبى ووشايته ونقل أسرار الإخوان وتنظيماتهم لعبد الناصر والتآمر على خلع الهضيبى والإطاحة به بالإتفاق مع الرئيس الراحل الذى كان لا يستريح بأى حال للهضيبى ومعاملته له وتحقيره لآرائه!
واتهم الشعراوى السندى بتدبير عملية اغتيال زميله فى الجهاز المرحوم سيد فايز وأنه هو الذى أرسل علبة الحلوى المفخخة فى مولد النبى (صلى الله عليه وسلم) لمنزل سيد فايز .
ويقول المؤلف الدكتور محمود بديع: قلت للشيخ الشعراوى هذه فتنة طاغية وإننى لا أتخيل إطلاقا أن يصل تفكير السندى وأصحابه الأفاضل أحمد عادل كمال أو محمود الصباغ أو أحمد زكى حسن وهم لهم تاريخ ناصع جهادى بناء فى الدعوة ولا أصدق أيضا أنهم يقومون بهذا العمل أو يشتركون فى تخطيطه وهذا لغز كبير وحله كان موجودا عند عبد الناصر الذى كان على علم كامل بكل تخطيط !
خلاف بين القيادات
وكان الخلاف الذى حدث بين قيادات الجهاز وبعضها وكذلك مع قيادات الإخوان أن بعض القيادات ومنها المرحوم سيد فايز كان من رأيهم أن الجهاز السرى انكشفت كل أوراقه ومخططاته فى ضبط السيارة الجيب الشهيرة وعرف كل أفراده وتسليحاته ومخططاته وطالبوا بحله من الجماعة وأنه لا داعى له مما أثار حنق السندى وبعض أعوانه ولم يوافقوا إطلاقا لدرجة الاستماتة على هذا القرار أو الاقتراح بأى حال من الاحوال وكان هذا هو سر الخلاف بين السندى وسيد فايز الذى سبب أقاويل الفتنة ..
أما موضوع اغتيال الشهيد حسن البنا وحل الإخوان بعد قرارات اجتماع السفراء الأجانب الشهير فى فايد فقد ظهرت وثائق دامغة نشرت بعد ذلك بأن هذه الواقعة صحيحة وقرارتهم نفذت بواسطة فاروق والنقراشى ولكن العجيب أن الوثائق أثبتت أن كل ذلك كان تخطيطا أمريكيا مائة فى المائة وأن دم البنا فى رقبة أمريكا المسئولة بالكامل عن قرار إغتياله!
*******************
صداقة الشعراوى بالتلمسانى
وكان الشعراوى على صلة طيبة ووثيقة بعمر التلمسانى مرشد الإخوان المسلمين الأسبق وكان يزوره فى منزله ويقابله كثيرا فى المناسبات وكان التلمسانى (كما قال الشعراوى) يتلافى ما وقع فيه الأخرون فقد حاول تلافى الصدام مع السلطة وكان يقول : ليس بينى وبين أى حاكم سوى كلمة حق!
ويقول الشعراوى : إن خيبة أى داعية هى أن يستعجل ثمرة دعوته وهذا لم يحدث للنبى (صلى الله عليه وسلم) فكيف تستعجل أنت ثمرة دعوتك؟!
وقال الشعراوى أيضا : الذى يزرع لا ينتظر الحصاد السريع إلا إذا كان ما يزرعه هو (الفجل) وعايز يأكله (ورور) بعد أسبوعين!!
أما الذين يزرعون النخيل فهم لا ينتظرون أن يأكلوا هم منها
كذلك قال الشعراوى : إنه كان سياسيا وفديا .. لكن هويتى أزهرية .. وكنت أحترم أزهريتى بسياستى ..وليس العكس.
مــــولــــده
ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره في عام 1926 م التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن
فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.
لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.
فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه
والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م. أسرة الشعراوى : تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة.
التدرج الوظيفي للشعراوى :
تخرج الشيخ عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م ،بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى. ثم وعين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون. ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس ثم وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م وفي سنة 1987م اختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). الجوائز التى حصل عليها الشيخ الشعراوى :
منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/4/1976 م قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.
ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.
حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية،جامعتي المنصورة والمنوفية.
مؤلفات الشيخ الشعراوى :
- الإسراء والمعراج.
- أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.
- الإسلام والفكر المعاصر.
- الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.
- الشورى والتشريع في الإسلام.
- الصلاة وأركان الإسلام.
- الطريق إلى الله.
- الفتاوى.
- لبيك اللهم لبيك.
- 100سؤال وجواب في الفقه الإسلامي.
- المرأة كما أرادها الله.
- معجزة القرآن.
- من فيض القرآن.
-
- نظرات في القرآن
وفـــــــــــاتـــــــــــه :
توفى الشيخ محمد متولى الشعراوى يوم 17 يونيو 1998 ]
قصيدة شعر للشعراوي .. تخرجه من الإخوان المسلمين
كتبت : سمر أحمد
بعد أن نضجت دعوة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية ، تحركت الدعوة إلى القاهرة لتبدأ مرحلة جديدة من الانطلاق والانتشار والظهور على ساحة العمل السياسي في القاهرة ..
بدأت علاقة الشعراوى بالإخوان المسلمين ، وكان يلتقى يوميا بحسن البنا مؤسس الحركة فى مقر الجماعة فى شارع (كعب الأحبار) .. درب القمح خلف مدرسة السنية بحى السيدة زينب رقم 14 وقال الشعراوى إنه أحب حسن البنا وانبهر بعلمه الغزير وجاذبيته وكان يتردد على حسن البنا في هذه الدار المشايخ أحمد شريت وأحمد حسن الباقورى أعضاء مكتب الإرشاد فيما بعد ...
وكتب الشعراوى أول منشور أصدره الإخوان المسلمون بالقاهرة بخط يده فى حضور الشيخ أحمد شريت وأرسلاه للشيخ الباقورى لأخذ رأيه فيه فوافق على كل ما جاء فيه وعلق على ذلك قائلا :هو حد يقدر يقول بعدك حاجة يا شعراوي فكلنا لا ينسى مواقفك العظيمة السابقة وما تقوله فى الأزهر ...
وكان المنشور يقول : إن الإسلام منهج الله وأن الله عز وجل هو الذى خلق الإنسان وأن الله أولى بأن يمنهج للإنسان غايته التى خلق من أجلها وحركة حياته وكيف يسوسها وإننا نريد أن ننشئ شبابا مسلما حقا وأن نعطى له مناعة ضد وافدات الحضارة المزيفة التى تريد أن تعزل الأرض عن السماء...
وختم الشعراوى منشوره بدعوة الناس إلى الانضمام للإخوان قائلا : فالجأ إلى هذه الجماعة لتأخذ هذه المناعة!
كان تعليق حسن البنا على هذا المنشور بالإعجاب الشديد بأسلوب الشعراوى الجميل وزاد قائلا : ما أجمل هذا السجع وطبع الإخوان هذا المنشور ووزعوه على الناس فى كل المجتمعات وعلى الطلاب فى الجامعات بأعداد كبيرة ..
قصيدة شعر
لكن الشعراوى تحدث عن بداية خلافه مع الإخوان مبكرا سنة 1938م وكان السبب هو أنه ألقى قصيدة شعرية امتدح فيها سعد زغلول ومصطفى النحاس فى الاحتفال الذى اقيم لذكرى سعد زغلول الذي كان يعتبر مناسبة وطنية سنوية ..
وغضب حسن البنا من الشعراوى لامتداحه النحاس باشا وفى جلسة جمعت مجموعة من الإخوان وبحضور الشعراوى وعند الفجر تطرق الحديث للكلام عن زعماء مصر السياسيين وتحامل الإخوان الحاضرون على النحاس باشا .. وهادوا صدقى باشا فاعترض الشعراوى لمن ينتسبون إلى الدين يريدون أن يهادئوا أحد الزعماء السياسيين ولا يتحاملوا عليه أو يهاجموه فليس هناك سوى النحاس باشا لأنه رجل طيب نقى .. ورع ويعرف ربنا وإننى لا أرى داعيا لأن نعاديه وهذه هى الحكمة..
وقال أحد الإخوان الحاضرين : إن النحاس باشا هو عدونا الحقيقي وهو أعدى أعدائنا لأنه زعيم الأغلبية هى التى تضايقنا فى شعبيتنا أما غيره من الزعماء وبقية الأحزاب فنحن نبصق عليها جميعا فتنطفئ وتنتهي !
وقال الشعراوى إن هذا الكلام كان جديدا ومفاجئا له ولم يكن يتوقعه بأى حال وإنه عرف ليلتها نوايا الإخوان وأن المسألة من وجهة نظره ليست مسألة دعوة وجماعة دينية فقط وإنما هى أيضا سياسة وأغلبية وأقلية وطموح للحكم!
وقال إنه فى تلك الليلة اتخذت قرارى بالابتعاد عن الجماعة وقلت لهم : سلام عليكم .. ماليش دعوة بالكلام ده!!
وقال الشعراوى إنه لاحظ أثناء عضويته للجماعة أن هناك داخل الجماعة مركز قوى ضد حسن البنا نفسه وأنه رأى بنفسه عبد الرحم السندى رئيس الجهاز الخاص السري للإخوان يدفع حسن البنا بيده ويكاد يوقعه على الأرض لخلاف بينهما لولا تساند البنا على من كانوا يقفون خلفه وأنقذه أيضا الشعراوى..
وكان ذلك فى مقر الإخوان ومركزها العام فى الحلمية رغم أن حسن البنا هو الذي اختار السندى وعينه رئيسا للجهاز..
لكن عبد الرحمن السندى – كما يقول الشعراوى – تحول بقوة هذا الجهاز إلى مركز قوى داخل الجماعة إلى حد أن الشيخ عمر التلمسانى مرشد الإخوان الأسبق يقول عنه فى شهادته: إن عبد الرحمن السندى أحس بقوته وسلطته وكان يتصرف فى بعض الأحيان تصرفات لا يقرها البنا إلى حد أنه يضع نفسه فى مستوى قائد الجماعة ولقد أغوته القوة وأغواه الشيطان ولم يرض البنا رئيس الجماعة عن ذلك ووقع الخلاف بينهما أما لماذا لم يقم البنا بفصل السندى فأى إنسان فى أى جماعة ينمو وتزداد قوته يوما بعد يوم قد لا يدرك خطره إلا بعد أن يصل أمره الى منتهاه وهذا ما حدث ولم تطل أيام البنا حتى يتخذ إجراء معنيا مع عبد الرحمن السندى الذى اتخذ نفس الموقف من المستشار الهضيبى مرشد الإخوان فيما بعد وأساء إليه فاجتمع مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية وقرروا فصل السندى!!
وشايات ونقل أسرار
كان الشعراوى حانقا على السندى وتصرفاته مع البنا .. وتعاونه مع عبد الناصر ضد الإخوان والهضيبى ووشايته ونقل أسرار الإخوان وتنظيماتهم لعبد الناصر والتآمر على خلع الهضيبى والإطاحة به بالإتفاق مع الرئيس الراحل الذى كان لا يستريح بأى حال للهضيبى ومعاملته له وتحقيره لآرائه!
واتهم الشعراوى السندى بتدبير عملية اغتيال زميله فى الجهاز المرحوم سيد فايز وأنه هو الذى أرسل علبة الحلوى المفخخة فى مولد النبى (صلى الله عليه وسلم) لمنزل سيد فايز .
ويقول المؤلف الدكتور محمود بديع: قلت للشيخ الشعراوى هذه فتنة طاغية وإننى لا أتخيل إطلاقا أن يصل تفكير السندى وأصحابه الأفاضل أحمد عادل كمال أو محمود الصباغ أو أحمد زكى حسن وهم لهم تاريخ ناصع جهادى بناء فى الدعوة ولا أصدق أيضا أنهم يقومون بهذا العمل أو يشتركون فى تخطيطه وهذا لغز كبير وحله كان موجودا عند عبد الناصر الذى كان على علم كامل بكل تخطيط !
خلاف بين القيادات
وكان الخلاف الذى حدث بين قيادات الجهاز وبعضها وكذلك مع قيادات الإخوان أن بعض القيادات ومنها المرحوم سيد فايز كان من رأيهم أن الجهاز السرى انكشفت كل أوراقه ومخططاته فى ضبط السيارة الجيب الشهيرة وعرف كل أفراده وتسليحاته ومخططاته وطالبوا بحله من الجماعة وأنه لا داعى له مما أثار حنق السندى وبعض أعوانه ولم يوافقوا إطلاقا لدرجة الاستماتة على هذا القرار أو الاقتراح بأى حال من الاحوال وكان هذا هو سر الخلاف بين السندى وسيد فايز الذى سبب أقاويل الفتنة ..
أما موضوع اغتيال الشهيد حسن البنا وحل الإخوان بعد قرارات اجتماع السفراء الأجانب الشهير فى فايد فقد ظهرت وثائق دامغة نشرت بعد ذلك بأن هذه الواقعة صحيحة وقرارتهم نفذت بواسطة فاروق والنقراشى ولكن العجيب أن الوثائق أثبتت أن كل ذلك كان تخطيطا أمريكيا مائة فى المائة وأن دم البنا فى رقبة أمريكا المسئولة بالكامل عن قرار إغتياله!
*******************
صداقة الشعراوى بالتلمسانى
وكان الشعراوى على صلة طيبة ووثيقة بعمر التلمسانى مرشد الإخوان المسلمين الأسبق وكان يزوره فى منزله ويقابله كثيرا فى المناسبات وكان التلمسانى (كما قال الشعراوى) يتلافى ما وقع فيه الأخرون فقد حاول تلافى الصدام مع السلطة وكان يقول : ليس بينى وبين أى حاكم سوى كلمة حق!
ويقول الشعراوى : إن خيبة أى داعية هى أن يستعجل ثمرة دعوته وهذا لم يحدث للنبى (صلى الله عليه وسلم) فكيف تستعجل أنت ثمرة دعوتك؟!
وقال الشعراوى أيضا : الذى يزرع لا ينتظر الحصاد السريع إلا إذا كان ما يزرعه هو (الفجل) وعايز يأكله (ورور) بعد أسبوعين!!
أما الذين يزرعون النخيل فهم لا ينتظرون أن يأكلوا هم منها
كذلك قال الشعراوى : إنه كان سياسيا وفديا .. لكن هويتى أزهرية .. وكنت أحترم أزهريتى بسياستى ..وليس العكس.
مــــولــــده
ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره في عام 1926 م التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن
فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.
لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.
فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه
والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م. أسرة الشعراوى : تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة.
التدرج الوظيفي للشعراوى :
تخرج الشيخ عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م ،بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى. ثم وعين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون. ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس ثم وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م وفي سنة 1987م اختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). الجوائز التى حصل عليها الشيخ الشعراوى :
منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/4/1976 م قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.
ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.
حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية،جامعتي المنصورة والمنوفية.
مؤلفات الشيخ الشعراوى :
- الإسراء والمعراج.
- أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.
- الإسلام والفكر المعاصر.
- الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.
- الشورى والتشريع في الإسلام.
- الصلاة وأركان الإسلام.
- الطريق إلى الله.
- الفتاوى.
- لبيك اللهم لبيك.
- 100سؤال وجواب في الفقه الإسلامي.
- المرأة كما أرادها الله.
- معجزة القرآن.
- من فيض القرآن.
-
- نظرات في القرآن
وفـــــــــــاتـــــــــــه :
توفى الشيخ محمد متولى الشعراوى يوم 17 يونيو 1998 ]
السبت أغسطس 21, 2010 2:53 am من طرف سندريلا
» وقفة عند سورة الفلق ((هام جداً))
الأحد أغسطس 08, 2010 9:39 pm من طرف نوجا
» aletter from alover تاليفي من 4 سنين
الأحد أغسطس 08, 2010 9:34 pm من طرف نوجا
» تعريف كرسي الاعتراف
الأحد أغسطس 08, 2010 9:32 pm من طرف نوجا
» قوانين كرسي الاعتراف
الأحد أغسطس 08, 2010 9:32 pm من طرف نوجا
» تعالوا نسجل حضورنا بنطق الشهادتين.....
الجمعة أغسطس 06, 2010 9:55 pm من طرف جنة الحب
» تعالوا نسجل حضورنا بالاستغفار يوميا.....
الجمعة أغسطس 06, 2010 9:53 pm من طرف جنة الحب
» صور لشهر رمضان الكريم
الجمعة أغسطس 06, 2010 7:20 pm من طرف Ramy
» نانووووووووووو
الجمعة أغسطس 06, 2010 1:01 am من طرف KokoOoOoo
» قصة حب فاشلة
الجمعة أغسطس 06, 2010 12:36 am من طرف KokoOoOoo